صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  “أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم، وإقامة دينه، كما كان يردد ابن مسعود رضي الله عنه، ومن بين هؤلاء الصحابي الجليل الذي اهتز لموته عرش الرحمن، فمن هو ذلك الصجابي، وما تعريف الصحابي، وما هي فضائلهم.

الصحابة رضوان الله عليهم

الصحابي هو من لقي النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم  وآمن به ومات على الإسلام، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم درع الرسول صلى الله عليه وسلم وحملة الأمانة، فهم العباد الذين اصطفاهم الله من البشر أجمعين لمتابعة النبي والعيش معه، فمحبتهم سنة والدعاء لهم محصل للثواب، والاقتداء بطريقهم وسيلة وهداية، والأخذ بآثارهم من  الفضائل الجمة.

وقد قرنهم الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناَ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً).

فضل الصحابة رضي الله عنهم:

من أهم فضائل الصحابة رضي الله عنهم أن الله رضي عنهم وشهد لهم بالعدالة والخير، فقال الله تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم)، وقال الله أيضاً ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريبا).

وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) وقال أيضا ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) وقال (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ).

 

الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته سعد بن معاذ

حقق الله الكثير من الكرامات لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بينها، كرامة الصحابي الجليل سعد بن معاذ “رضي الله عنه” أسلم وهو ابن ثلاثين عاماً واستشهد وهو ابن سبعة وثلاثين عاماً، فعمره في الإسلام 7سنوات، وقد كان سيداً لبني عبد الأشهل، وحين أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سفيره مصعب بن عمير رضي الله عنه لدعوة أهل المدينة للإسلام، بلغ ذلك سعداً فعزم على منعه، لكنه سمع كلامه فاغتسل وأسلم، ثم دعا قومه للدخول في الإسلام فتبعوه.

وقد استشهد سعد بن معاذ في غزوة الأحزاب بعد أن تعاضت قريش وقبائل من العرب على غزو المدينة والقضاء على الإسلام، وغدرت اليهود من الخلف ونقضت عهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فخرج سعد يقاتل فأصيب بسهم في أكلحه فنزف ومكث عدة أيام، ولكن لما كشف الله الغمة وانهزمت قريش والقبائل، وعزم الرسول على تأديب اليهود من بني قريظة لنقضهم العهد، طلبوا حكم سعد بن معاذ فيهم “لظنهم أنه حليف سابق وسيداهنهم” فحكم فيهم سعد بقتل مقاتلتهم وسبي نسائهم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله).

فلما استشهد رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم (مات سعد فاهتزّ لموته عرش الرحمن )، وقد بين العلماء بأن اهتزاز عرش الرحمن فرحاً بقدوم روحه إلى السماء وعروجها إلى الله الخالق لها.

وبعد تطويفنا على حياة الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن بالرغم من قصر عمر إسلامه، يدلنا ذلك على أن العبرة بمن صدق وليس من سبق وحسب، وهذا يدفعنا للعمل والتدراك في أبواب الخير.