الصداقة من أجمل الأمور التي تزين حياة الإنسان الذي يعد كائن اجتماعي، لا يمكن أن يعيش منعزلاً عن المجتمع الذي يعيش فيه، والرفقة التي يمكن أن تزين حياته وتساعده في شؤون حياته المختلفة.

الصداقة

هي أرقى علاقة تتضمن الترابط بين الفرد وعدد من الأفراد المقربين منه حيث يتبادل معهم المشاعر والمواقف، والفصول الحياتية له، بحيث يشكلون معه جسد واحد، ويتشاركون في المصير في الشدة والسعة.

أهمية الصداقة

تنبع أهمية الصداقة من عدة بواعث أهمها أن الصداقة تخلص للإنسان من حياة العزلة التي تشكل خطراً على التفكير، والسلوك وطبيعة الحياة التي يمكن أن يعيش فيها الإنسان، كما أنها امتثال لأمر الله تعالى وحض النبي صلى الله عليه وسلم على أن الإنسان المسلم لا بد أن يكون له خليل يحضه على الخير ويتواصى معه على الصبر والخير، فقال الله تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل).

ومن أهمية الصداقة أنها تحقق للإنسان معنى الجسد الواحد وتزيد فيه قيم الأخلاق والشمائل والرحمة بالأخرين، كما أنها تقلل عليه الكثير من الجهد الذي سيبذله في أعماله لو كان وحده، لكن تعاون أصدقائه معه يسهل هليه، كما يزيد تشاركه مع المجتمع وبناء أواصره وتقويته للخير، فقد قال صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ).