توحيد الألوهية هي أصل الدين، وهي أهم ركيزة قامت عليها الأديان، من لدن آدم حتى سيدنا محمد صلى الله عليها وسلم، فهي أساس الشرائع الإسلامية، وتضم الألوهية أقساماً ثلاثة توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات.
فتوحيد الله وإفراده بالعبادة هي من أجَلِّ النعم وأفضلها، وفضائل التوحيد لا تُعد ولا تُحصى، وهي كثيرة تضم خير الدنيا والآخرة، وهناك سؤال في كتاب التوحيد للصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الأول، والذي يُطلب فيه من الطالب أن يعدد ثلاثاً من فضائل توحيد الألوهية، فهناك الفضائل الكثيرة حددها العلماء ليُسهل معرفة تعاليم الدين، وفضائل عبادة اله عز وجل.
محتويات
مفهوم توحيد الألوهية
عرفها العلماء بتعريفات متقاربة، فمنها:
- إفراد الله عز وجل بكل أفعال العبادة.
- ومنهم من عرفها بشكل عام وهو إفراد الله تعالى بالعبادة بكل صورها.
- وهو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة، ظاهرة كانت أم باطنة، وقولاً وعملاً، وقد نفى العبادة عما سواه كائناً ما كان.
- وقد عرفه العالم الجليل السعدي، تعريفاً جامعاً ذاكراً فيه حده و وتفسيره وأركانه قائلاً:” فأما حدُّه، وتفسيره، وأركانه فهو أن يعلم، ويعترف على وجه العلم، واليقين أن الله هو الإله وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات، ولا يستحقها إلا الله تعالى. فإذا عرف ذلك واعترف به حقَّاً أفرده بالعبادة كلها؛ الظاهرة، والباطنة، فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة: كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين, وصلة الأرحام، والقيام بحقوق الله، وحقوق خلقه. ويقوم بأصول الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره لله، لا يقصد به غرضاً من الأغراض غير رضا ربِّه، وطلب ثوابه، متابعاً في ذلك رسول الله، فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة، وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله، وأخلاقه، وآدابه الاقتداءُ بنبيه ،في هديه، وسمته، وكل أحواله”.
فضائل توحيد الألوهية
- هو أعظم نعمة قد أنعمها الله تعالى على عباده، بحيث هداهم للإيمان به، وجاء في سورة النحل وهي سورة النعم، إذ قال تعالى:” ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاتَّقُون”.
- هو الغاية من خلق الله للجن والإنس، قال تعالى”وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبدون”.
- هو السبب الأعظم في التفريج عن الكرب في الدنيا والآخرة، ففيه دفع العقوبة مثل قصة يونس عليه السلام.
- يمنع من الخلود في النار، ولو كان في القلب مثقال ذرة منه.
- * هو السبب في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه.
- * ومن أعظم الفضائل: أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتيب ثوابها، فكلما كان التوحيد قوي وفيه إخلاص أكثر كملت الأمور وتمت.
- * توحيد الألوهية إذا تم وكمل في قلب الإنسان وتم تحقيقه تحقيقاً كاملاً، بإخلاص تام يصير القليل من العمل كثير، وتُضاعف الأعمال والأقوال بغير حصر ولا حساب.
أسباب ترسيخ التوحيد في القلب
- التوحيد كالشجرة التي تنمو في قلب كل مؤمن، فيسبق الفرع ويزداد نموها ويزدان جمالها كلما سبقت بالطالعة المقربة إلى الله تعالى، ومن تلك الأسباب التي تعمل على تنمية التوحيد ما يلي:
- فعل الطاعات رغبةً في مباركة الله تعالى.
- ترك المعاصي خوفاً من عذاب الله.
- التفكر والتدبر في ملكوت الله في السموات والأرض.
- الزيادة في العلم النافع وتطبيقه.
- التقرب من الله عز وجل بالنوافل بعد الفرائض.
- إيثار ما يُحبه الله عند تزاحم الأمور المستحبة.
- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم للمعاني وما غايته بكلامه.
وتوحيد الألوهية هو العز الحقيقي، والشرف العالي، وهو الغرض الأسمى من حياتنا الدنيا، فنكون به متعبدين لله، ولا نرجو سواه، ولا نخشى غيره،ولا نتوكلُ إلا عليه، وبهذا يتم فلاحنا ونجاحنا في الدنيا قبل الآخرة، فيتم ذلك بالإخلاص التام في أفعالنا وأقوالنا، وجميع صور عباداتنا.