أكد القران الكريم على أن المشاعر المقدسة والأماكن المشهورة وتعظيم العبادة فيها بأبهى صورة وأظهرها فقال الله تعالى ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، لذلك  كان الاهتمام بهذه الأماكن فسقاية الحجيج ورفادتهم، وإرسال الزيت للمسجد الأقصى من عظيم الشعائر.

الحرمين الشريفين

الحرمين الشريفين هما من أعظم الأماكن لدى المسلمين ويقصدهم المسلمون للعبادة ولأن أجرها فيها توقيفي وردت به النصوص الشرعية، كما أن الأجر فيهما مضاعف،  ويطلق الحرمين على المسجد الحرام وفيه الكعبة في مكة ويقصدها أهل الإسلام للحج والعمرة، وكذلك المسجد النبوي وقد بناه الرسول صلى الله عليه وسلم.

توسعة الحرمين الشريفين

في جذور التاريخ والقرون الماضية  كان الأمراء والولاة من المسلمين يهتمون بهذه الأماكن والشعائر التي تقام فيها، حيث أنهم كانوا يسعون من أجل توسعتها، في عهد الخلافة الراشدة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم  في عهد عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وكذلك في الدولة الأموية التي تبعت ذلك ثم الدولة العباسية، فكان من يأتي ليرعى الحرمين يهتم بالتوسعة لهما لكثرة الوافدين إليهما.

السعودية وتوسعة الحرمين

اهتم أمراء المملكة العربية السعودية بالحرمين وأطلقوا على أمير البلاد خادم الحرمين الشريفين، ومضوا في توسعة المكانين بداية من عهد خادم الحرمين الشريفين عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حيث أجرى صيانة كاملة للمسجد وأصلحه، من ترميم وطلاء وإصلاح قبة زمزم، وتقديم خدمة للمصلين بوقايتهم من أشعة الشمس الحارقة بتركيب المظلات، والتبليط بالحجر في المساحة ما بين الصفا والمروة، والإنارة والمراوح الكهربائية في المسجد الحرام.

أما في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود فكانت بداية مشروع التوسعة في عام 1375 هجري، إذ أصبحت بفضل هذا التوسع تتسع إلى 50 ألف مصل، واستمرت فترة التوسعة 10 سنوات،  وفي شعبان من عام 1375 للهجرة تم وضع حجر الأساس لهذه التوسعة، وشملت عدداً من المشاريع من بينها افتتاح الشارع المواري للصفا، وتشييد ثلاثة طوابق وأقبية، وإضافة الشمعدانات وصحن المطاف والمقامات الأربعة.

ثم شهدت توسعات في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، ثم في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود شملت ثلاثة محاور من بينها توسيع الحرم المكي حتى أصبح يتسع لمليوني مصلي، والمحور الثاني يشمل الساحات الخارجية والتي تضم دورات المياه والممرات والأنفاق.

قدمنا لمتابعينا قبساً نيراً عن مكانين عزيزين لدى المسلمين، ونترك لكم التعليق للإضافة على ذلك بما يخدم قضية الحرمين الشريفين ويفيد المهتمين بذلك.