أنزل الله القرآن الكريم على نبيه في ثلاث وعشرين سنة وعلمه أحكامه وتأويله، وآتاه الله الصوت الجميل في ترتيله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُحب أن يسمعه من غيره، ولقد علمهم أحكامه وكيفية قراءته، وكان الصحابة من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن من قرأ القرآن وعلمه.

قال تعالى: “ورتل القرآن ترتيلا”، حثنا الله عز وجل على ترتل القرآن والارتقاء بقراءته، لذلك وجب تعلم أحكام تلاوة القرآن الكريم والتي لها أقسام عديدة، وأهمها أحكام النون الساكنة والتنوين.

ما هي النون الساكنة والتنوين

النون الساكنة هي نون أصلية ساكنة تكون خالية من الحركة عليها السكون، ثابتة لفظاً ووصلاً ووقفاً، وتكون في الأسماء والحروف والأفعال وتكون في وسط الكلمة ومتطرفة.

معنى الخالية من الحركة أي ليست بمفتوحة ولا مضمومة ولا مكسورة، والثابتة لا تسقط بحال من الأحوال، ولفظاً تظهر عند النطق بها، وخطاً مكتوبة في المصحف بالشكل المعروف لها ن، ووصلاً أي في وصلها ووقفاً أي عند الوقف عليها.

التنوين: هو عبارة عن نون زائدة تلحق بآخر الكلمة لفظاً لا خطاً، مثل كتابٌ، هدىً، بعيدٍ، فهو عبارة عن حركتين كالضمتين والفتحتين والكسرتين تشكل تنويناً

ما الفرق بين النون الساكنة والتنوين

  • النون الساكنة: النون حرف أصلي وقد تكون زائد وثابت في اللفظ والخط، وتوجد في جميع أقسام الكلام الأسماء والأفعال والحروف، تكون متوسطة ومتطرفة.
  • التنوين: لا يكون إلا زائداً، ثابت فياللفظ فقط، ولا يوجد إلا في الأسماء، فهو من علامات الإسم، ولا يكون إلا متطرفاً.

أحكام النون الساكنة والتنوين

  • الإظهار وهو عبارة عن اظهار حرف النون أو التنوين عند النطق بأحد الحروف الحلقية، وحروف الحلقية مجموعة في جملة، أول حرف من كل كلمة:” أخي هاك علماً حازه غير خاسر”، الهمزة والعين والهاء والحاء والخاء والغين، ويكون عند النون في كلمة واحدة، مثل “أنعمت”، وفي كلمتين” من هاد”، ولا يكون الإظهار عند التنوين إلا في كلمتين “عذابٌ عظيم”.

  • الإقلاب: وهو عملية تحويل الشيء على وجهه في اللغة، ولكن في الإصطلاح قلب النون الساكنة والتنوين إلى ميم مُخفاة مع غنة إذا أتى بعدهما حرف الباء، والإقلاب لا يكون إلا في حرف واحد، وهو الباء، ويتم وضه ميم عكازية على الحرف، مثل سميعاً بصيراً”، فإن لفظها سميعمبصيراً.

  • الإدغام: وهو لغة ادخال الشيء في شيء آخر، واصطلاحاً هو ادخال الحرف الساكن في حرف متحرك فيصيران حرف واحد مشدد، وحروف الإدغام مجموعة في كلمة يرملون الياء والراء والواو واللام والنون، والإدغام له قسمين:
    • الإدغام بغنة: وله أربعة أحرف: النون والميم والياء والواو، في كلمة ينمو، وشرطه أن تكون النون الاكنة والتنوين في نهاية الكلمة الأولى، وحرف الإدغام بغنة في الكلمة الثانية، مثل قوله تعالى: “من يعمل مثقال”، اما ان اجتمعت في نفس الكلمة يكون اظهارا مطلقاً وجاء في أربع كلمات قنوان وصنوان والدنيا وبنيان.
    • الادغام بغير غنة وهو يكون في حرفين اللام والراء، ويتم حذف الغنة للتخفيف ففي بقاءها الثقل، مثل قوله تعالى:” ويل للمطففين”.

  • الإخفاء: وهو الستر لغة، واصطلاحاً النطق بالحوف بصفة بين الإظهار والإدغام من غير أي تشديد مع حدوث الغنة، حروف الإخفاء خمسة عشر وهي الصاد والثاء والذل والكاف والشين والجم والقاف والسين والدال والزاي والطاء والفاء والتاء والظاء والضاد، في قوله تعالى: “ينصركم”، “سميع قريب”، وللإخفاء مراتب ثلاثة، كالتالي:
    • أدنى مرتبة: وهي مع القاف والكاف، والإخفاء فيها أقرب إلى الإظهار.
    • المرتبة المتوسطة: وهي ما تكون فيه باقي حروف الإخفاء وسطاً بين المرتبتين العليا والدنيا، عدا حرف الطاء والتاء والدال.
    • أعلى مرتبة: ما تكون فيه حروف الطاء والدال والتاء أقرب إلى حالة الإدغام.

لأحكام النون الساكنة الأهمية الكبيرة في قراءة آيات القرآن الكريم، إذ لاب على كل مسلم أن يكون متعلماً لأحكام التجويد التي من شأنها أن يقرأ المسلم دستوره الأبدي بشكل صحيح.