علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الراشدين، فهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويلتقيان في الجد الأول عبد المطلب بن هاشم، وكان عند مولده اسمه أسد على اسم جده والد أمه، وكان علي هو أول الفتية الذين أسلموا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتزوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله علنها، ورُزق منها بالحسن والحسين، وأم كُلثوم، وكان يُكنى بأبي التراب وهو لقبٌ أطلقه عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

كان قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم، وملازماً له، وكان أكثر الصحابة علماً ودراية بالرسول، فقد كان مُجتهداً في تشريع العبادات، وكان حكيماً وعادلاً، ويملك عمق التفكير وحُسن البصيرة.

صفاته الخلقية رضي الله عنه

كان رضي الله عنه مُحباً للتعلم منذ صغره، عالماً ذكياً وقد اشتهر بالفصاحة والمروءة والشجاعة والوفاء بالعهود واحترامها، وكان يستوحش من الدنيا ويأنس بالليل ووحشته، ويُعجبه من اللباس ما قَصُر ومنا خشن من الطعام، وكان يُعظم أهل العلم ويُقرب المساكين منه، وكان رضي الله عنه زاهداً في الدنيا، فكان مُقتنعاً بأن الدنيا دار اختبار وابتلاء، وكان التواضع من صفاته، ويُخاطب الدنيا إذ يقول: عمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك قليل، آه آه من قلة الزاد وبُعد السفر ووحشة الطريق.

أهم أعمال علي رضي الله عنه

  • محى آثار الجاهلية:أرسل أبا الهياج الأسدي، ليطمس التماثيل وتسوية القبور، ومحوها في البلاد كافة، وذلك لمنع محاولات تقديس التماثيل والقبور، أو عبادتها.
  • بُطلان الإعتقاد بالكواكب: عندما كان يُريد رضي الله عنه أن يخرج لقتال الخوارج، ظهر له منجم ونصحه بألا يخرج، وذلك لأن القمر في العقرب، وهذا دليل على الخسارة له في الحرب، ولكن علي رضي الله عنه ذهب للقتال واستطاع القضاء على الخوارج.
  • اهتمام علي رضي الله عنه بالإحتساب في الأسواق، إذ قام بتنظيم شؤونها، وحث التجار على التعامل بتعاليم الشرع الحنيف.
  • بنى السجون وأقام الشرطة، ففي عهده كانت وظيفة الشرطة من الوظائف المهمة، وبنى الجسن في الكوفة وقام بتسميته ب”نافعاً”.
  • أبقى علي على القضاء كما كان في عهد من سبقه من الخلفاء الراشدين، وأراد أن يُدخل التغييرات التي تواكب تطور المجتمع، إلا انه أجل هذا الأمر حتى استقرار الأمور الداخلية في البلاد الإسلامية.

فضل علي رضي الله عنه

لعلي رضي الله عنه الفضل العظيم والقدر الكبير في الإسلام، فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:” أنت مني وأنا منك”، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ.

وكان له الدور في غزوة خيبر حينما استعصى على المسلمين حِصْنا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح اللّه على يديه”، فبات الناس ليلتهم أيهم يُعطاها، فأصبح الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:”أين علي بن أبي طالب؟”.

فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله، فقال:”  فأرسلوا إليه فأتوني به، فلما جاء بصق في عينيه، ودعا له. فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية ففتح اللّه عليه”.

كان علي رضي الله عنه من أفاضل الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً، لا يُبالي بأي شيء، ومقداماً في سبيل الدعوة، والذود عن الإسلام، فقد قدم الكثير والكثير لهذا الدين، منذ صغره فقد نام في فراش النبي في ليلة الهجرة للمدينة، كان شجاعاً رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه في خلافته خلاصاً للمشاكل التي حدثت بسبب فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، فكان حريصاً على ألا يُشق الصف المسلم، وأن يدحر الفتن في صفوف المسلمين.