يعد الصراع التركي الكردي من الصراعات العميقة التي حفرت في رؤوس المتابعين للإعلام، لا سيما مع السنوات الممتدة التي لا تطفئ هذا النزاع بين الطرفين، لكنه قد يهدأ ثم ما يلبث أن يطفو  على السطح مرة أخرى، ومن المعلوم أن الكثير من الناس يبصرون الحرب بينهما لكنهم يسألون عن سبب النزاع، من خلال مقالتنا المقتضبة هذه نبرز لكم بطاقة عن ذلك.

سبب حرب تركيا مع الاكراد

يعتبر الأكراد أنفسهم قومية سامية كغيرها من القوميات المختلفة التي يحق لها أن يكون لها كيانها المستقل وفكرها منهاجها وحياتها الخاصة التي لا يتدخل فيها الآخرون، ولذلك فإن بعض الجماعات الكردية المنتشرة في تركيا وبعض المناطق المحاذية في العراق، تطالب بحكم ذاتي انفصالي عن هاتين الدولتين، وخاصة مع التركز في تركيا، وتشكيل حكم ذاتي كدولة كردية مستقله في الأراضي التركية.

ويعد حزب العمال الكردستاني القوة الرئيسية التي تتزعم ذلك، وقد نفذت العديد من الهجمات المختلفة في أرض تركيا للضغط على الحكومة التركية للسماح لهم بتمثيل هدفهم، وتخفيف القبضة الأمنية في ملاحقتهم.

بداية الصراع واشتداده

عقب إعلان مجموعة كردية محدودة بقيادة عبدالله أوجلان الهوية الكردية المستقلة عن تركيا تحت اسم مجموعة (توريي كردستان)  الذي يعد المشروع التأسيسي الأول لحزب العمال الكردستاني، الشروع في حملة للمنادة بالقومية الكردية وحقوق الأكراد في كيان مستقل، بدأ الصراع بين الحكومة التركية التي عدت ذلك شقاً للبلاد وتدميراً لها والمجموعة الكردية بقيادة أوجلان حيث بدأ الصراع في الثمانينات يأخذ منحى التسلح الكردي بعد أن كان سياسياً، ما دفع أوجولان للخروج للمنفى في عدة دول وصولاً لكينيا التي سلمته لتركيا لتحكم عليه بالإعدام ثم تخفيف ذلك للمؤبد بعد إعلان الحزب أنه سيترك القتال ويتجه للسياسة.

تجدد صراع تركيا والأكراد

لكن في عام 2011م شنت تركيا غارات على مقارات الحزب في العراق، ومع اشتداد الأزمة السورية نشط الحزب في سوريا مشكلاً على حدود تركيا كياناً تحت قوات البككا وقوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال الشهر الحالي شنت القوات التركية هجوماً في الشمال السوري ضد هه القوات التي انسحبت من كثير من المناطق، لتفرغ تركيا المناط في تأمين لحدودها.