القدوة يجب أن تتحلى بصفات فيها وتريد من الأخرين أن يتحلو بها، لأنه لا يجوز أن تعمل على تحسين أوضاع شخص ما وأنتا لا تتوفر فيك الأمور اللازمة لعمل تغيير في أحد، فيجب على الذي يعتبر قدوة عليه أن يراجع نفسه مرارا وتكرارا من أجل أن يعدل من نفسه اذا اعوجت، ويعيدها على الطريق السليم الصائب، وأيضا قبل كل ذلك عليه أن يصفي نيته ويخلص فيها لله عزوجل، لأن صلاح النية يعد من صلاح العمل ونجاحه .

أهمية القدوة

إن القدوة الحسنة التي تتطبق المنهج الصالح والصحيح تعمل على التأثير بالأخرين، فتجعلهم يمشون على نفس النهج، وبالأخص في المصائب والكرب، فهنا يجب أن تثبت القدوة، من أجل أن تعظم ويرتفع شأنها في نفوس الأخرين، لأن هناك اشخاص على اعتبار أنهم قدوة، فقد وقوعوا في وحل الفتن فخالف عمله ما يقول، والذي أدى إلى نزوله وسقوطه من أعين الناس .

شروط يجب توافرها في القدوة

1- الإيمان بالفكرة : من الواجب على القدوة أن يكون فاهماً لما يقول حتى يطابق قوله عمله، حتى تصبح النتيجة ميسرة للإقناع الناس، فإذا كانت الفكرة مبهمة وغير مفهومة مع عدم فهم الشخص القدوة  لها وثقته فيها؛ فإن ذلك يجعل بينه وبين الأشخاص المتبعين فجوة كبيرة قائمة على التشكيك، والتي تؤدي إلى الابتعاد عنه .
2- تعلم العلم الصحيح : من الواجب على القدوة أن يمتلك العلم اللازم والصحيح الذي منه يمكن أن يصبح قدوة للأخرين، كما ويجب أن يجعل المتابع له مقتنعاً بما يقول ويفعل .
3- التطبيق العملي : لا يمكن أن تكون قدوة إن لم يطابق قولك عملك، بل وقد يصاب بخيبة الأمل بسبب الانتقاد اللاذع والمحبط له .
4- متابعة العلم المفيد وتحصيله : فعندما يزيد الإنسان علماً يتفتح ذهنه وعقله/ مما يجعل له لساناً صادقاً ليقنع به الأخرين  بما لديه .
5- التأكد من المعلومات ودقتها : عندما يوجد مشكلة في المعلومات الواردة إلى أذهان المتلقيين أو أن تكون غير صحيحة، فسيفقد القدوة متابعيه بكل سهولة أو سيتبعونه في هذه المعلومات الخاطئة والتي ستسبب في كارثة عندهم مستقبلاً .

معنى القدوة

القدوة عبارة عن كائن بشري له من المثل والقيم العالية والتي يمكن الاقتداء بها، يكون نموذجاً يمكن أن يحدا به، من حيث الأفعال وأسلوبه وعمله، فإن حسن عمله وقوله فيعمل على جعل الناس يتبعونه ويقلدونه في كل ما يعمل ويقول، ومن الجدير بالذكر أن الناس يتبعونه ويقلدونه على حسب إرادتهم وقناعاتهم الشخصية النابعة من القلب والعقل وليس بالإكراه والغصب، وذلك من أجل الارتقاء في مستوى الأخلاق الحميدة والحسنة وفي المعاملات .

وكل ما سبق عن القدوة تتلخص في رجل واحد، وهو خير البشر محمد ( صلى الله عليه وسلم )، ثم من بعده الصحابة ( رضي الله عنهم أجمعين ) والمؤمنين، ومن قبله الأنبياء والمرسلون ( عليهم السلام أجمعين )، فقد كان النبي ( عليه الصلاة والسلام )، خير مربيا وهاديا ومعلما للأمة جمعاء، فكان بأخلاقه قرأن يمشي على الأرض كما أخبرت عنه عائشة أم المؤمنين ( رضي الله عنها وأرضاها )، وقال أيضا الله في حقه :” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا” .

ختاما فعلى من يريد أن يكون قدوة حسنة لجميع الناس والأفراد فعليه بإتباع منهج النبي ( صلى الله عليه وسلم )، في معاملاته وطرية تواصله مع الأخرين، فكان لا يغضب من طالب علم ولا ينقلب على أهله إن أصابته ضراء أو فتنة، بل كان يوجد لها حلاً، فحريا بنا من أجل أن نكون قدوة بأن يطابق قولنا عملنا وعدم مخالفتها للشريعة الإسلامية .