هو مسلسل من النوع الدرامي، من تأليف حمد الروم، وإخراج منير الزعبي، وكان من بطولة داوود حسين، وأسمهان توفيق، وعبد المحسن القفاص، وحسين المهدي، وأحمد صلاح حسني، ونور، بالإضافة إلى لميا طارق، ويعقوب عبد الله.

المسلسل على شكل أحداث متعاقبة في إطار إجتماعي رومانسي يملؤه التشويق والإثارة منذ فترة السبعينات وحتى عام 2012، ويتحدث المسلسل عن علاقة الزوج بأفراد عائلته وبداية الإنجاب، وحلم بطل المسلسل بإنجابه فتاة لكنه لم يُرزق إلا بأربعة أبناء، والمسلسل يصور حياة الأبناء في المراحل العمرية المختلفة، والأحداث المتعلقة بعلاقتهم بأبيهم، والصراعات الدائرة ، والصعوبات التي يُواجهها مقابل تكوين الأسرة.

قصة مسلسل موضي قطعة من ذهب

بعد النجاح الساحق الذي حققه الفنان القدير داوود حسين في مسلسل “عبرة شارع”، يُعيد التجربة نفسها في مسلسله “موضي قطعة من ذهب”، بفارق بسيط حيث أنه في مسلسل عبرة شارع كان رجلاً صالحاً وطيباً، وصدره يحوي الجميع، والعكس في هذا المسلسل إذ يضيق صدره.

بدأ الفنان داوود حسين مشهده في المسلسل بالوجه الغاضب “معصب”، وزعلان، والمفروض أن يكون العكس، وزوجته الفنانة نور، تقوم بدورها بإنجاب ولده البكر، فهي لحظة ينتظرها كل أب، ولكنه في أول مشهد غضبان وزعلان، لأنها ولدت له ابناً، وقد كان ينتظر بنتاً، بداية مشوقة لهذا المسلسل.

فتُسبب طبيعة الزوج المضطرب “جمال” المعاناة الحياتية والنفسية للزوجة سبيكة، التي أنجبت الذكور الأربعة، بسبب رغبته الشديدة بإنجاب بنتاً، إذ تستمر حالة جمال الغريبة مع كل طفل ذكر تُنجبه له زوجته، ويقهرها بمعاملته اللطيفة لابنة صديقه خليفة، وهكذا الحال الذي لا يتغير حتى مع كُبر أبناءه، فيُعامل أحفاده الأولاد بجفاء، ويُخاطب زوجة ابنه:” أبيك تترسلي البيت كله بنات”، ولا يسعد إلا عندما تلد زوجة ابنه الثاني مولدتها “موضي”، فيبقى الاسم يتردد على لسان جمال منذ بداية المسلسل، فمن هي موضي؟ ولماذا هي قطعة من ذهب.

وفي خضم الحلقات يطرح ابن جمال الأصغر عبد الرحمن فكرة عرضه على طبيب نفسي، فيواجه التنديد والتعنيف من قِبل أمه وإخوانه، فيطرح السؤال: إما أن أبي مريض نفسي ويحتاج لعلاج، أو يُخفي أمراً خطيراً؟!.

وتتلاحق الأحداث في كشف السر الشارع بماضي جمال، علاقته بموضي، ونرى نورة تقول له، “موضي ماتت”، “والريال الصالح ما يكرر غلطته مرتين وأنت تعرف شقصد”، فإذا ماتت موضي يكون السؤال التالي: من هي السيدة التي ظهرت في عزاء نورة في مشاهد الحلقة الرابعة، ورقصت في عرس جاسم ابنها، ولمَ هذا الغموض الدائر حولها؟ ومن هو الصوت الذي يقوم بتحذير نورة الحفيدة، من زواجها بمحمد حينما قررا الزواج؟

يعرض المسلسل علاقة أبناء جمال بزوجاتهم، بجانب قصة الحب بين محمد ونورة الحفيدة، وتجربتها المريرة في الزواج الفاشل، وعلاقتها بأمها طليقة خليفة ابن جمال الذي تزوجت غيره وانجبت بنات يدخلن في حياة نورة فجأة.

وقد اُستغلت شخصية نورة الجدة، لتقديم المشاهد الإنسانية، لزيادة العمق في القصة والتأثير، ومن أبرز المشاهد، وقت زواج حفيدة نورة التي تحمل اسمها، ونرى سبيكة زوجة جمال تقف أمام صورتها وتقول لها:” أنتِ زوّجتيني يا نورة. وأنا اليوم أزوّج نورة”.

والمشهد الثاني قبل عرس نروة الحفيدة، وقد كان يحمل لها والها ثوباً تركته الجدة، ويطلب منها أن تلبسه بدلاً من فستانها الأبيض، ويُقدمه لها في أكثر المشاهد تأثيراً.

وخرجت سبيكة من المسلسل بموتها في الحلقة السادسة عشر، بعد مغادرة المنزل رافضة الإهانة، وحدسها يُخبرها بأنها ليس لها رجعة، وكان مشهد موتها الأعلى تأثيراً من مشاهد المسلسل الأخرى، وتحولت بهذا محاولات الأبناء في الإصلاح بين والديهما في إقامة عرس جديد لهما ليُجددا العلاقة بينهما، إلى مأتمٍ تكون سبيكة قد توفاها الله فيه، في مشهد قدمته الفنانة نور بأداء لا يُنسى، إذ قامت بختمه بصوت الشخصية المتوفاة بكل تأثير وجمال فني راقي.

 

وبذلك السر الغامض الذي كان يجول حول اسم موضي، جعل سبيكة تُفسر حالة جمال بوجود حبٍ قديم له، اسمها “موضي”، ولكنها كتمت في قلبها، حتى صارحته بعد نفاذ صبرها، وبدوره جمال أكد لها بأن موضي هي حبه الأول والأخير،  وانها الزوجة والحبيبة التي كان يُريد، وكانت لموضي حكاية بعيدة عن عالم العشق والهوى، ولا يقدر جمال أن يبوح لأحد وحتى زوجته القريبة منه بها .