الإصابة بسرطان الثدي من أكثر الأمور التي تُؤرق الناس في هذه الأيام، وبخاصة النساء، بحيث أصبح ذلك الزائر القاتل شيئاً قد يكون طبيعياً لدى البعض، إذ باتت المواجهة ممكنة، بحيث تجاوزن نسب الشفاء منه 95%، في المراحل الأولى من الكشف المبكر عن المرض.
يحتاج علاج سرطان الثدي في مراحله المبكرة من شهرين حتى ستة أشهر للشفاء الكامل، وهذا بحسب حالة المريض، ومدى استجابة جسمه للعلاج.
محتويات
سرطان الثدي لدى السيدات
مما ذكره الكثير من الأطباء حول العالم بأنه ليس هناك سببٌ مباشر لسرطان الثدي، بحيث أنه من 10-15% يعود سبب إصابتهم بالمرض إلى جين وراثي، بمعنى أنه بوجود أي شخصٍ مُصاب في العائلة بدرجة قرابة أولى سواء أم أو اخت، أو درجة قرابة ثانية كالخالة او ابنة الخالة، يجب أن تُجري المرأة الفحص المبكر لثدييها.
والقدرة على معرفة مبنى ونسيج الثدي ممكنة عن طريق الملاحظة، كاللمس بأي طريقة مثلاً وقت الإستحمام، أو وقت ارتداء الملابس، فوعي المرأة بنسيج ثدييها يساعدها على ملاحظة أي تغييرات قد تطرأ عليهما، فمثلاً تطرأ في فترة الخصوبة تغييرات لملمس نسيج الثدي، وهذا من حين لآخر خلال دورتها الشهرية، فتكون الأنسجة الغدية فعالة في الأيام السابقة لدورتها الشهرية.
علامات الاصابة بسرطان الثدي
ومن أبرز العلامات لأعراض الإصابة بسرطان الثدي أهمها ما يلي:
- وجود كتل في منطقة الثدي: أبرز هذه العلامات هو وجود تكتلات ملموسة في الثديين أو تحت الإبطين، فهي تتميز بالقوام الصلب والحواف غير المنتظمة، وسطحها الخشن نوعا ما.
- إفرازات الحلمة: وعند ظهور سائل شفاف أو دموي من الحلمة دون الضغط على الثدي، قد يرجع ذلك للإصابة بمرض سرطان الثدي، وهو بسبب أورام حليمية انتقالية.
- تشوهات الحلمات: فإذا تم الملاحة لإنتكاسات أو انقلاب داخل الثدي أو تشوهات في الحلمة، فيجب استشارة طبيب.
- تغييرات في جلد الثدي: كالإحمرار والحكة والتقشر، وظهور الدمامل، وقد يكون التجاعيد.
- التكبير في الثدي: وهو الفحص أمام المرآة، بملاحظة تناسق الثديين بتوازيهما وملاحظة أي انتكاسة أو تضخم لأحدهما.
- التسمم أو التورم: فكل الدمامل والأورام هي من أعراض سرطان الثدي.
- الجروح والطفح الجلدي: فتظهر البقع الحمراء، التي لا تُشفى بسهولة، أو طفح جلدي، وهي من الاعراض الرئيسية للإصابة بسرطان الثدي.
مراحل الإصابة بالمرض
هناك خمس مراحل للإصابة بالمرض، والتي أخفها المرحلة الصفرية، وهي المرحلة التي نسبق تحول الخلايا إلى خلايا شرسة، وتهدف جميع حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي إلى الكشف عنه في هذه المرحلة.
بحيث أن نسبة الشفاء في هذه المرحلة تكون 100%، وبعدها يكون هناك أربع مراحل من 1-4 مراحل، الأولى تكون فيها الخلايا أقل شراسة، ونسبة الشفاء تصل إلى 95%، وفي الثانية تقل لتصل إلى 90%، وكلما زادت المرحلة تقدماً كان الورم أكبر وأكثر شراسة، وتتراجع نسب الشفاء إلى 70-80%.
وهذه المراحل المتأخرة تكون فيها نسبة الخطورة عالية، بحيث يكون المرض قد تفشى في الدم أو الجهاز الليمفاوي، وبهذا تكون حالة المريض صعبة.
مراحل علاج المرض
في المراحل المبكرة من الإصابة بالمرض عادة ما تكون طريقة العلاج بإستئصال الورم هي الحل الأمثل، بحيث تكون جراحة محدودة تُحافظ على الثدي، وقد يُصاحباها بعضاً من علاجٍ بالأشعة أو الهرمونات.
والمراحل المُتقدمة في الإصابة، وبخاصة الثالثة والرابعة فإن العلاج الرئيسي فيهما العلاج الكيماوي، وهذا يستغرق وقتاً طويلاً قد يصل إلى عدة أشهر، وهناك بعض الطرق الأخرى كالعلاج البيولوجي الموجه، بالإضافة للعلاج المناعي.
طرق تشخيص سرطان الثدي المبكر
هناك طرقاً عديدة للكشف عن سرطان الثدي في حالته المبكرة وهي كالتالي:
- الفحص الذاتي لتشخيص سرطان الثدي: قد يُنقذ التشخيص المبكر للثدي حياة المريض، فهناك الطرق العديدة لمعرفة المرأة مدى اصابتها بهذا المرض، إذ لابد لكل امرأة أن تعرف طبيعة نسيج ثديها، بالمعرفة بمبنى الثديين في الفترات العُمرية الفسيولوجية المختلفة، قبل الحيض وبعد الحيض مثلاً، فإن نسيج ثدي الحامل أثناء الرضاعة يختلف عندها عن وقت أخذها للعلاج الهرموني.
فكلما تعرض الثدي لكمية هرمونات أقل، يتراجع خطر الإصابة بسرطان الثدي، فمثلاً المرأة التي أنجبت مراتٍ عديدة، وكذلك المرضعة طبيعياً، تكون أقل إصابة بهذا المرض الذي هو مرتبط بشكل وثيق بالنشاط الهرموني في الجسم، وكُلما قل تعرض السيدة للنشاطات الهرمونية، تراجعت نسب إصابتها بسرطان الثدي.
- الفحص اليدوي من قبل جراح مختص: قد لا يكون الفحص عند يدوي مختص دوراً هاماً في التشخيص المبكر للمرض، فغالباً ما يكون هناك اهمال لدى المرأة بالتغييرات التي تطرأ على ثدييها، ويكون هذا التشخيص أكثر شيوعاً عند النساء الكبيرات في العمر التي تفوق أعمارهن ال60 عاماً، بحيث يُوصي الأطباء بفحص روتيني مرة واحدة في السنة، من بعد سن ال 30 عاماً.
- فحص التصوير الإشعاعي للإصابة بالمرض: يتم استخدام فحص التصوير الإشعاعي للثدي، وهو ما يتم استخدامه منذ 50 عاماً، فهذا الفحص لديه القدرة على تحديد الآفات الصغيرة، أو التكلس المشتبه به بأنه خبيث، وأحياناً تكون النتائج غير محددة أو واضحة بشكل كافي، ويتم إجراء فحص آخر لاستكمال عملية التحقق، والذي هو أخذ عينة من الجزء المشتبه بهفي الثدي بواسطة طرف الإبرة.
- استخدام الموجات فوق صوتية: كثيراً ما سمعنا عن اكتشاف المرض بعد فحص الأمواج الصوتية، ولكن ليس الأمر بسيطاً بحيث لا يزال هذا الفحص لا يُعتبر مسحاً للكشف المبكر، وذلك بسبب اعتماده على الفاحص، كالفحص اليدوي للطبيب، وحالياً فحص الموجات فوق الصوتية هو فحص مكمل للتصوير الإشعاعي للثدي.
- فحص الرنين المغناطيسي: وهو الفحص المُستخدم مع السيدات اللواتي فوق سن 30 عاماً، والنساء المحتمل حملهن للمرض بنسبة 20% أو أكثر من سرطان الدي، وهذا يكون لتقييم انتشار المرض قبل الجراحة، او بعد استئصال الجزء، الذي فيه التشخيص المرضي، بحيث يتم الإشارة إلى احتمال وجود أنسجة ورمية في مواقع أخرى، والمحتمل أن يكون هذا الفحص أكثر شيوعاً في المستقبل القريب.
- وتلخيصاً لما سبق من الكلام: يُمكن تلخيص صحة ثدييك، في ثلاث جملٍ، أولها تعرفي على ثدييك، انظري وحسي، وثانيها عند وجود أي تغيير غير طبيعي توجهي فوراً إلى الفحص عند الجراح المختص، والثالثة تابعي توصيات إجراء الفحوصات الروتينية، بالإضافة لمسح التصوير الإشعاعي للثدي. فإنه لا تزال احتمالات الشفاء مرتبطة بالتشخيص المبكر للمرض، وهو يعتمد على وعي المرأة.
سرطان الثدي لدى الرجال
وهو من السرطانات النادرة التي قد تتشكل في أنسجة ثدي الرجل، فهو شائعٌ عند النساء، ويُمكن أن يُصاب الرجل به، بحيث أن سرطان الثدي لدى الرجال أكثر شيوعاً لدى كبار السن من الرجال، ومن المُحتمل أن يحدث في أي عمر.
أيضاً الرجال المصابون بسرطان الثدي في مرحلته المبكرة، لديهم الفرصة الكبيرة للعلاج منه.
أعراض سرطان الثدي لدى الرجال
- حدوث كتلة مؤلمة أو سماكة في نسيج الثدي.
- حدوث تغيير في الجلد الذي يُغطي صدر الرجل، كالتقشير أو التجعيد أو الإحمرار.
- يحدث تغير في الحلمة، كالإحمرار أو القياس.
- تبداً الحلمة في الدوران نحو الداخل.
- يكون هناك إفرازات من الحلمة.
ما هي أسباب إصابة الرجل بسرطان الثدي
ليس هناك سبب مُحدد لإصابة الرجل بسرطان الثي، ولكن يحدث عند الرجل عند انقسام بعض الخلايا للثدي عنده بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، فتتشكل الخلايا المُتراكمة على شكل ورم، قد ينتشر إلى الأنسجة القريبة منه، أو إلى الغدد الليمفاوية أو إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.
أنواع سرطان الثدي لدى الرجال
- سرطان يبدأ في قنوات الحليب (سرطان الأقنية)، ويكون تقريباً كل سرطان ثدي للرجال هو هذا النوع.
- سرطان يبدأ في الغدد المسؤولة عن انتاج الحليب(سرطان مفصص)، وهو نادر عند الرجال، هذا بسبب أن لديهم عدد أقل من الفصيصات في نسيج الثدي.
- أنواع أخرى نادرة لسرطان الثدي لدى الرجال، لتشمل مرض باجيت من الحلمة وسرطان الثدي الإلتهابي
ما هي عوامل زيادة خطر إصابة الرجل بسرطان الثدي
- تزيد خطر إصابة الرجال بسرطان الثدي مع تقدم العمر، وبخاصة كبار السن، ويكون تشخيص المرض في الستينيات من العمر.
- التعرض لهرمون الإستروجين، فتناول أدوية تتعلق بالإستروجين، كالعلاجات الهرمونية للبروستاتا، يَزيد من خطر الإصابة بالمرض.
- التاريخ العائلي من سرطان الثدي: فإن كان أحد المقربين مصابين بسرطان الثدي، تكون هناك الفرصة الكبيرة لتطوير المرض أو زيادة احتمال الإصابة به.
- متلازمة كلاين فلتر: وهي متلازمة وراثية، يولد الأولاد بأكثر من نسخة من كروموسوم إكس، فتتطور هذه المتلازمة تطور غير طبيعي في الخصيتين، وبهذا يُنتجون الرجال مستويات أقل من بعض الهرمونات الذكرية لدى الرجال الأخرين، وينتجون هرمونات أنثوية أكثر.
- مرض الكبد: بعض الحالات، مثل تليف الكبد، فممكن أن تقوم بالتقليل من الهرمونات الذكرية، وتزيد من الهرمونات الأنثوية، بالتالي زيادة في خطر الإصابة بالمرض.
- مرض الخصية أو الجراحة: فيُمكن أن تزيد نسبة خطر الإصابة بالمرض لدى الذكور الذين يُصيبهم التهاب الخصية، أو يُجرون عملية لإزالة الخصية.
علاج سرطان الثدي لدى الرجال
يتضمن علاج سرطان الثدي لدى الرجال بالعادة عملية جراحية يُزال من خلالها نسيج الثدي، وقد يتم النُصح بالعلاجات الأخرى، كالعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، حسب موقف المريض .
الوقاية من سرطان الثدي
سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات التي تُصيب النساء بالأخص، فعدد الحالات في صفوف النساء تفوق عدد حالات الإصابة من الرجال، وللوقاية من الإصابة بهذا المرض ما يلي:
- تناول بعض أنواع الأطعمة: فهناك الكثير من الأطعمة التي تُساعد بشكل جيد في الحد من انتشاره أو في التقليل من نسبة الإصابة به، كالتوت الأزرق والعليق والفراولة، والخوخ والدراق، والخضراوات الصليبية، كالبروكلي القرنبيط والملفوف والجرجير، والكرنب، بالإضافة إلى الخضراوات ذات الأوراق الداكنة، كالشمندر والخردل والسلق، والكرنب، المنتجات المُحتوية على أوميغا-3، وأيضاً الحبوب الكاملة كالشعير والشوفان والأرز البني، والشاي الأخضر من الأطعمة التي تُلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة للبابونج، والبقدونس، والبرتقال، واكليل الجبل والعدس، والكثير على شاكلة هذه الأطعمة والأشربة.
- ويجب التقليل أو تجنب هذه الأطعمة والمشروبات: مثل السكريات، التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، والأمراض الأُخرى، والدهون، وبخاصة الضارة منها، فهي تتسبب في ارتفاع احتمالية الإصابة بالمرض، وأيضاً الكحول التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع نسبة الإصابة بمرض سرطان الثدي.
- وهناك بعض النصائح التي يجب أخذها بالحسبان: كترك التدخين، والحرص على وزن صحي، وممارسة الرياضة، والرضاعة الطبيعية.
فمن أكثر الأسباب للإصابة بالأمراض هي السمنة، بالإضافة لعدم التزامنا بوزن طبيعي صحي، وأيضاً البعد عن تناول الأطعمة الطبيعية، والمنتجات الطبيعية، وعدم اهتمامنا بأخذ الكميات المناسبة من العناصر الغذائية المهمة لجسدنا، وللحد من الإصابة بأي مرض هو الحرص على تغذية الجسم بكل المواد الغذائية والعناصر الغذائية التي قد يحتاج لها الإنسان بمختلف أنواعها.