العلماء هم حماة الدين والعقيدة، وحماة المسيرة التعليمية وأساسها، حيث كرمهم الله عز وجل ورفع من قدرهم بين الناس، وأيضاً قال عنهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنهم ورثة الأنبياء، لأنهم لم يورثوا شيئاً سوى العلم، العلم الذي ينفع الأمة ويرفع من قدرها بين الأمم والشعب الأخرى، لذلك وعد الله عز وجل العلماء الذين ينشرون العلم في كل مكان، بمنزلة عالية ورفيعة عنده يوم القيامة، ووضع لهم الأجر والثواب الكبير، تقديراً وشكراً لهم على نشر العلم بين الأمم.

دور العلماء في نشر العلم

للعلماء دور كبير في نشر العلم، وتعزيز العملية التعليمية، حيث يقوم الكثير من العلماء من كتابة وإخراج الكتب التعليمية، والتي تنشر المعلومات الكثيرة والمهمة في حياة الإنسان، وهناك الكثير من العلماء الذين قدموا الخدمات الكثيرة للبشرية، ويعتبر العلماء الدرع الحامي للعقيدة والشريعة الإسلامية، لأن هناك الكثير من العلماء الذين تخصصوا في الشريعة والعقيدة الإسلامية، والتي تشهد لهم الكثير من الإسهامات الكثيرة في مجال خدمة العلم والطلبة.

يتمتع العلماء باحترام وتقدير كبير من الناس، حيث تعتبر طبقة العلماء من أهم الطبقات في المجتمع، لأنها الأكثر علماً وخبرة في الحياة وفي المسيرة التعليمية، وخصص الله عز وجل أجر كبير للعلماء لدورهم الكبير في توعية وتعليم الكثير من الطلبة حتى ينتفعوا بالعلم، ويعتبر العلماء هم صمام الأمام للأمة.

العلماء هم ورثة الأنبياء

ورث العلماء عن الأنبياء العلم فقط، فلم يورثوا درهماً ولا ديناراً ولا ملكاً، بل ورثوا فقط العلم الذي ينفع الأمة الإسلامية بأكملها، لذلك سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثة الأنبياء، لما لهم من دور كبير في نشر العلم بين الناس، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “مِنْ سَلَكَ طَرِيقًا يُطَلِّبُ فِيهِ عِلْمًا، سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَاَئِكَةَ لَتضعُ أَجَنَحْتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رَضًّا بِمَا يَصْنَعُ، وَإِنَّ الْعَالَمَ لَيستغفرُ لَهُ مَنْ فِي السُّمُوَّاتِ، وَمِنْ فِي الْأرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالَمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ، لَمْ يُورِثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمِنْ أخْذِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ”.

الميراث دوماً ما يذهب الى أقرب الناس لصاحب الورث، وهكذا العلماء، حيث ميزهم الله عز وجل وجعلهم يورثوا العلم عن الأنبياء والرسل السابقين، من أجل إكمال المسيرة التعليمية، ونشر العلوم التي تفيد الناس في كل مكان، وهناك أيضاً الكثير من العلماء الذين حققوا الكثير من الجوائز، عوضاً عن الجوائز الربانية التي وعد الله بها العلماء ورجال العلم، حيث ميزهم الله عز وجل عن غيرهم من الناس وفضلهم على الكثير من الناس، قال تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.

يدافع العلماء ورجال الدين عن العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي بعلمهم وبكتاب الله، حيث هناك الكثير من الأقوام والأمم الكافرة التي تحارب الدين والعقيدة الإسلامية، ولكن هناك أيضاً من يدافع عن الدين الإسلامي وعن شرع الله عز وجل في الأرض، إنهم ورثة الأنبياء وحماة العقيدة الإسلامية، ويقوم الكثير من العلماء بنشر الكتب التعليمية التي تبين سماحة وأهمية الدخول في الدين الإسلامي، والكثير من العلماء الذين ساهموا بشكل كبير في دخول الكثير من الكافرين الإسلام، وأن هناك الكثير من الطغاة في الأرض الذين هداهم الله على أيدي العلماء ورجال العلم.

بدون العلماء لا يسوى العلم شيئاً، حيث يعتبر العلماء هم الرابط الأساسي وحجر الأساس في العملية التعليمية والدراسية، لذلك يجب أن نقدرهم ونرفع من شأنهم كما رفع الله من شأنهم بين الناس، لهذا قدمنا لكم “لم كان العلماء ورثة الانبياء”، لنبين لكم السبب الرئيسي وراء تسمية الرسول عليه الصلاة والسلام العلماء بورثة الأنبياء.