في بداية كل سنة هجرية جديدة، تطل على المسلمين مناسبة عزيزة عليهم ذكراها، غالية محملة بالنفحات الدينية العطرة، تمتلك بين جنباتها النسمات الروحية الذكية، وهي ذكرى تدعو صاحب كل ذي قلب سليم إلى التأمل العميق في سيرة الرجل الأمِّي الذي بدأ بحياته راعياً للغنم، وقد أنهاها قائداً للبشرية، فقد حنان والديه صغيراً، وكسب حب الملايين من المسلمين.
رجلٌ تحمل الكثير من الأذى من المشركين والكفار، فنصره الله عليهم فأصبح للناس سراجاً مُنيراً.
رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم، خاتم الانبياء والمرسلين، سيد الخلق أجمعين، محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يُخلد ذكراه في كل عام هجري جديد، في بقاع الدول العربية والإسلامية، ذكرى المولد النبوي الشريف.
محتويات
متى عيد المولد النبوي الشريف 1446
مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان مختلفاً عليه من أهل العلم في تحديد تاريخ ميلاده بالضبط، بحيث كان هذا المولود مجهولاً، بحيث لا يتوقع أحد لما سيصبح إليه هذا المولود.
بقي الرسول الأكرم بعيداً عن الأضواء حتى مجيء الوحي إليه في غار حراء، ومن بعدها بدأ النبش والبحث في تاريخه الشريف، فمن خلال رواياته صلى الله عليه وسلم للأحداث التي مرت به، وما رواه أهله وأصحابه المقربون منه، بناءاً على ذلك اتفق أهل العلم على أنه ولد في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 571 ميلادية التي وقعت فيها حادثة الفيل.
حُكم الإحتفال بالمولد النبوي
كالعادة انقسم أهل العلم في مسألة جواز الإحتفال بالمولد النبوي بين مُؤيد ومعارض، فاعتبرها البعض بأنها فعلٌ مُستحدث يدخل في باب البدع، والتي نهانا عنها النبي صلى الله عليه وسلم مما يستوجب النار والعياذ بالله، ومنهم من يرى أنها بدعة ولكنها حسنة لا تُخالف الكتاب والسنة والإجماع، ولا حرج في الإحتفال بها، لأنها تستحضر مسار النبي الفكري والدعوي، ونستكشف سيرته العطرة.
الإحتفال بالمولد النبوي الشريف
هناك أصناف متعددة للإحتفال بعيد المولد النبوي والتي هي كالتالي:
- الإحتفال الفلكلوري: فيتم فيه إقامة الزينة، وإلقاء الكلمات التي تتناسب مع هذه الذكرى العظيمة، والإشادة بدور النبي صلى الله عليه وسلم وحياته.
- الإحتفال الحقيقي: وهو الإقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتطبيقها في حياتنا منهج حياة، وهو كفيل بعدم تعذيب الله تعالى لنا.
والإحتفال بهذه الذكرى العطرة تُعدمن المناسبات التي يتم إقرار عطلة رسمية فيها لكل الدول العربية في الغالب، على سبيل المثال في: فلسطين، والجزائر، والعراق، والمغرب، والسودان سوريا، مصر، والأردن، وليبيا، وتونس، والإمارات، والكويت، واليمن، وسلطنة عُمان.
ومقام النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبنا وعقيدتنا أكبر بكثير من ذكراه، وتذكره فقط في يوم ولادته الشريفة، ولكن ينبغي علينا أن نذكره في كل يوم بالصلاة عليه، والإكثار من هذه الصلاة التي فيها الأجر العظيم، ويجب أن نطبق منهجه النبوي الشريف، في بيوتنا وعلاقاتنا ومعاملاتنا، وفي كل شيء، ومع كل الأشخاص والأصناف في المجتمع.