ما هو زواج المسيار، يعتبر الزواج من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، نظراً لأهميته ففيه تستقر النفوس، وتنشأ المحبة والمودة بين الزوجين، والله تعالى شرعه لكي يكون الإنسان الإسرة، ومن خلاله بين حقوق وواجبات كل فرد في الأسرة، وفي العصر الحالي يوجد الكثير من المصطلحات الخاصة بالزواج، والتي منها زواج المسيار، وفي هذا المقال سنتعرف على كافة المعلومات المتعلقة بـ ما هو زواج المسيار.

ما هو زواج المسيار

كلمة مسيار في اللغة العربية مشتقة من سار والتي تعني مشى، ومعنى مسيار في الاصطلاح هو زواج تقوم من خلاله المرأة بمسايرة زوجها  ومجاراته، من أجل التخفيف من الواجبات الزوجية المتعلقة بالنفقة والمسكن، والمهر، وهذا الزواج يتم عقده في أغلب الأوقات بشكل سري، ويكون الزوج من بلدٍ آخر وزوجته في بلد آخر، ويوجد لديه زوجة أخرى، ومن هنا نستخلص بأن زواج المسيار هو عبارة عن عقد شرعي يتم بين المرأة والرجل، وهو مستوفي جميع شروط وأركان الزواج الصحيح، لكن يتم تسجيل شرط في عقد الزواج وهو أن تتنازل المرأة عن حقوقها المتعلقة بالنفقة والسكن أو  المبيت برضاها وإرادتها.

شروط صحة الزواج المسيار

لكي يكون زواج المسيار صحيحاً يجب أن يستوفي الشروط التالية:

  • يجب أن يتم الإعلان عن الزواج مع وجود الولي ووجود شاهدين على العقد.
  • يجب تحديد مهر الزوجة في العقد ، وإذا لم تحديده فإن الزوجة مهر مثيلاتها من النساء.
  • يجب أن لا يحتوي عقد النكاح على شرط تنازل المرأة عن حقها في المبيت أو الجماع، وإذا تم وضع هذا الشرط فإن الزواج يكون باطلًا.
  • يجب أن لا يتم تحديد الصداق أو المهر في عقد الزواج، وإذا لم يتضمن العقد هذا الشرط هنا يعتبر هذا العقد فاسدًا، وأكثر السلف قالوا بأنه فاسد.
  • من شروط صحة زواج المسيار السماح للمرأة بالتراجع عن بعض الشروط التي قبلتها ومنها إعفاء الزوج من توفير السكن لها والنفقة فهذه الأمور تعد من حقوقها.

الأٍسباب التي أدت لظهور زواج المسيار

يوجد عدة أسباب أدت لظهور هذا النوع من الزواج ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

  • ازدياد العنوسة لدى النساء في البلدان بسبب عدم قدرة الشباب على توفير تكاليف الزواج ، أو لكثرة الطلاق ، مما يجعل المرأة ترضى  بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وتتنازل عن بعض حقوقها في عقد النكاح .
  • نجد أن بعض النساء تحتاج للبقاء في بيوت أهاليهن بسبب أنها الراعية الوحيدة لبعض أهلها ،وبالتالي يبقى زوجها معها دون ملل أو تكلف ، أو بسبب عندها أولاد ، ولا تستطيع الانتقال بهم إلى بيت زوجها وغيرها من الاسباب.
  • الرغبة من قبل بعض الأزواج من الرجال في إعفاف بعض النساء لحاجتهن لذلك، دون أن يؤثر ذلك على بيته الأول وأولاده.
  • رغبة الزوج في بعض الاحيان عدم إظهار زواجه من إمرأة ثانية بسبب خوفه من الآثار المترتبة على ذلك .
  • كثرة سفر الرجل إلى بلد معين ومكوثه فيه لمدة طويلة، فبزواجه الثاني يكون يحفظ نفسه من الوقوع بالحرام.

حكم زواج المسيار

اختلف علماء الدين في حكم زواج المسيار، فمنهم من اتجه إلى الإباحة ومنهم من قال بأنه مباح مع الكراهية، والبعض الآخر منعه، وفي هذا الفقرة سنقدم لكم أبرز الأحكام الشرعية المتعلقة بمسيار الزواج على لسان كبار ومشايخ الدين:

  • عندما سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عن زوج المسيار عن حكم الشريعة في مثل هذا الزواج قال: “لا حرج في ذلك إذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعاً ، وهي وجود الولي ورضا الزوجين ، وحضور شاهدين عدلين على إجراء العقد ، وسلامة الزوجين من الموانع ؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المسلمون على شروطهم ) ، فإذا اتفق الزوجان على أن المرأة تبقى عند أهلها ، أو على أن القسم يكون لها نهاراً لا ليلاً ، أو في أيام معينة ، أو ليالي معينة : فلا بأس بذلك ، بشرط إعلان النكاح ، وعدم إخفائه”.”شروط النكاح هي تعيين الزوجين ورضاهما والولي والشاهدان ، فإذا كملت الشروط وأعلن النكاح ولم يتواصوا على كتمانه لا الزوج ولا الزوجة ولا أولياؤهما وأولم على عرسه مع هذا كله فإن هذا نكاح صحيح ، سمِّه بعد ذلك ما شئت”
  • وسئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله :فقال: ” “شروط النكاح هي تعيين الزوجين ورضاهما والولي والشاهدان، فإذا كملت الشروط وأعلن النكاح ولم يتواصوا على كتمانه لا الزوج ولا الزوجة ولا أولياؤهما وأولم على عرسه مع هذا كله فإن هذا نكاح صحيح ، سمِّه بعد ذلك ما شئت” .
  • أما بالنسبة للشيخ الألباني فقد منع هذا الزواج لسببين وهما: الأول : أن المقصود من النكاح هو ” السكن ” كما قال تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )، وهذا الزواج لا يتحقق فيه هذا الأمر، والثاني : أنه قد يقدَّر للزوج أولاد من هذه المرأة ، وبسبب البعد عنها وقلة مجيئه إليها سينعكس ذلك سلباً على أولاده في تربيتهم وخلقهم .

ومن هنا يمكن القول زواج المسيار إذا كان مستوفياً لجميع شروط الزواج الصحيح من الإيجاب و القبول من قبل الزوجين ووجود عدد من الشهود والإعلان عنه ورضا ولي الأمر فإن هذا الزواج صحيحاً، وهو يمنع التزوج لأجل المتعة مع تضييع مقاصد النكاح الاخرى، وهو زواج غير باطل كما جاء في أقوال بعض علماء الدين.