إن الله تعالى أكرم الإنسان بأن خلقه من بين المخلوقات وميزه بالعقل، ليكون من عباده الذين يعبدهم ثم يدخله الجنة إن سار على طريقه الذي ارتضاه وهذه نعمة كبيرة.

الغاية من الخلق

خلق الله الإنسان لغاية سامية نبيلة وهي عبادة الله وإفراده بالخلق والتدبير والعبادة، وتوحيده في الأسماء والصفات التي تليق به، وقد قال الله تعالى في توضيح الغاية من خلق الإنسان (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، كما أن الله تعالى قال( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً).

فخلق الله العباد لعبادته، ثم امتحنهم واختبرهم في صوابية أعمالهم وأفعالهم، وتحقيق الغاية التي أرادها الله لهم، من إصلاح الدنيا وعمارتها بخلافته في الأرض وإصلاح ذاتهم والقيام بمراده.

الدليل على الغاية من الخلق

دلت النصوص الكثيرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، فالحياة هذه اختبار وامتحان من الله ليرى من يطيعه ومن يعصيه، لكن ذلك بعبادته وامتثال الطاعة، من خلال اتباع المنهاج الرباني الذي ارتضاه لعباده.

الغاية من ارسال الانبياء والرسل

ولتبصير الناس بالطريق القويم وإقامة الحجة عليهم أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وجعلهم مبشرين ومنذرين، لئلا يبقى للناس حجة، قال الله تعالى (رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )، وهذا كله لبلوغ الغاية التي خلق الله لها الإنسان وهي عبادته.