كانت الحرب العالمية الأولى هي أول حرب في التاريخ بين دول العالم، إذ بعد التطور الكبير الحاصل في مجال الصناعة، وبداية صناعة الأسلحة واكتشاف البارود، بدأت الصراعات تزداد في نواحي مختلفة من العالم، وقامت الحروب بين الدول الكبرى في سبيل الهيمنة والسيطرة.
وقد كانت الحرب العالمية الثانية والأولى أكبر الحروب في تاريخ البشرية، إذ كانت الحرب العالمية الثانية مشهداً سياسياً من الأحداث المتتابعة التي شهدها القرن العشرين.
اشتعل فتيل الحرب العالمية الثانية بين كل من دول المحور المتمثلة في ألمانيا وإيطاليا واليابان، ودول الحلفاء المتمثلين في فرنسا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة للإتحاد السوفيتي، وقد استمرت الحرب مدة ستة أعوام، وانتهت الحرب بانتصار دول الحلفاء على دول المحور، فقد كانت أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية.
محتويات
اشتعال نار الحرب العالمية الثانية
لقد اشتعل فتيل الحرب العالمية الثانية من بداية النزاع بين ألمانيا وبولندا على ممر وميناء دانتزج، ولكن الأسباب الحقيقة وراء هذه الحرب أبعد من هذا، ويرجع بعضها إلى نتائج الحرب العالمية الأولى، التي سببت تغير في رسم خريطة العالم، وبخاصة في قارة اوروبا.
وقد قامت الدول المهيمنة في الحرب العالمية الأولى بإبرام معاهدات عقابية ذات طابع انتقامي ضد ألمانيا، والتي دفعت بأحد أعضاء الوفد الألماني ليقول في مؤتمر الصلح في “فرساي” من السنة 1337هـ-1919م ” سنراكم مرة ثانية بعد عشرين عاماً”، وقد صدقت نبوءة الرجل، وكانت الحرب العالمية العالمية قد طالت دول غالبية دول العالم، بحيث كانت أعنف حرب في تاريخ البشرية واكثرها دموية.
أسباب الحرب العالمية الثانية
- التسويات التي تم إقرارها بعد الحرب العالمية الأولى التي غيرت رسم خريطة العالم بخاصة في قارة أوروبا.
- المعاهدات العقابية المُبرمة في حق ألمانيا، وبخاصة في معاهدة فرساي سنة 1919م، والتي خسرت ألمانيا بموجبها 12.5% من مساحتها، بالإضافة على 12% من سكانها و15%من إنتاجها الزراعي، وأيضاً 10% من صناعها، و74% من انتاجها من الحديد الخام، وقد نصت معاهدة فرساي بألا يزيد الجيش الألماني عن مائة ألف جندي، وقد دفعت ألمانيا التعويضات الكبيرة للحلفاء.
- من أسباب الحرب العالمية الثانية، ظهور النازية الألمانية في يناير/ كانون الثاني من العام 1933م، بالإضافة للفاشية بإيطاليا في أكتوبر/تشرين الأول عام 192م.
- تشكيل تحالف جديد للدول المحور المكون من إيطاليا وألمانيا وانضمت له اليابان بعد ذلك.
بداية الحرب العالمية الثانية
وكان باحتلال هتلر للنمسا في مارس/ آذار من العام 1938م، بالإضافة إلى احتلال تشيكوسلوفاكيا في العام الموالي، وبولندا في سبتمبر/ أيلول 1939م، وتهديد ايطاليا بغزو ألبانيا، السبب المباشر لإعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على دول المحور.
دور دول الوطن العربي في الحرب العالمية الثانية
كانت معظم الدول العربية في الحرب العالمية الثانية تقع تحت الإنتداب الفرنسي والبريطاني، فقد وقفت الدول العبية مع دول الحلفاء في هذه الحرب لمواجهة دول المحور، وقد كانت كلاً من الجزائر وتونس وموريتانيا تحت الإنتداب الفرنسي، بحيث اعتبرت فرنسا الجزائر جزءاً من أراضيها، وعلى الرغم من سقوط فرنسا في بداية الحرب على يد الجيش الألماني، إلا أن فرنسا بقيت مسيطرة على المستعمرات وجندت المستعمرات للقتال ضد ألمانيا.
كانت مصر والعراق والأردن تحت الإنتداب البريطاني، وكانت سوريا ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي، وكذلك كانت دول المشرق العربي كما الحال لدول المغرب العربي.
وكانت ليبيا مستثنية من المغرب العربي بحيث كانت تحت الإنتداب الإيطالي، فكانت محسوبة على دول المحور، وقد خرجت منها الحملات الإيطالية الألمانية على مصر، وبعد انتصار الحلفاء خرجت القوات الإيطالية من ليبيا، وبسطت دول الحلفاء سيطرتها على باقي دول المغرب العربي والوطن العربي كافة، باستثناء اليمن والسعودية اللتان كانتا دولتين مستقلتين، وبقيتا في الحياد، وبعد الحرب العالمية الثانية استقلت بعض الدول العربية وبقيت بعضها تحت الحكم الإستعماري.
نتائج الحرب العالمية الثانية
في العام 1945 انتهت الحرب العالمية الثانية، وقد تسببت في أكثر من 80 مليون قتيل ومشرد وجريح، بالإضافة إلى دمار المدن بكاملها أثناء الحرب، وشمل الخراب المناطق الواسعة من أوروبا، وكانت الحصة الكبرى لألمانيا.
تدمرت المدن الكبرى في الإتحاد السوفيتي كمدينة ستالينغراد، وكانت الحصة الأكبر من القتلى في الإتحاد السوفييتي من قتلى مدنيين وعسكريين.
وفي الجانب السياسي قد تم تشكيل مجلس للأمن ومحكمة العدل العليا الدولية، بالإضافة إلى المجلس الإقتصادي والإجتماعي بعد الحرب العالمية الثانية، وعادت حدود ألمانيا إلى الوضع الطبيعي، وقد قُسمت ألمانيا إلى دولة شرقية وعاصمتها برلين وغربية عاصمتها بون.
وقد كانت الولايات المتحدة وراء تشكل كل من عصبة الأمم والأمم المتحدة، وقد أُنشأت برأي من الرئيس الأمريكي الثاني والعشرين توماس ويلسون، والثانية كانت بمبادرة الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة هاري ترومان، وحاولت الولايات المتحدة مواجهة القوى الأوروبية التي يمتد نفوذها وراء البحار، بالإضافة إلى الإتحاد السوفيتي.