في الآونة الأخيرة بدأنا نسمع كثيرا عن الشمول المالي، وبدأت الناس تتسآل عن ما هو الشمول المالي، وما هي مميزاته، وهل يوجد له سلبيات، ربما تكون هذه المفاهيم قد تسمعها عنها لأول مرة عزيز القارئ، ولكن في حقيقة الأمر أن لها مفهوم عميق ويجب أن تفهمه، حتي تستطيع فهم الاقتصاد العالمي، وتستطيع كيف يمكنك تحقيق الاستفادة منه، وكيف يدور، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل فلنتابع سويا.

مفهوم الشمول المالي

المقصود بالشمول المالي هو القدرة على تعميم السلع والمنتجات والخدمات المالية والخدمية على عدد أكبر سواء كان على المؤسسات أو الشركات أو الأفراد، خاصة بالنسبة لفئات المجتمع المجهولة وذوي الدخل المحدود، ويتم ذلك عبر قنوات رسمية وبتكاليف معقولة وعادلة، ويتم ذلك من أجل التحري لعدم لجوء هؤلاء إلى القنوات الغير رسمية والتي لا تخضع للإشراف أو الرقابة.

ويعتبر الشمول المالي واحد من أهم علوم الاقتصاد ويرجع السبب في ذلك في أنه الطريقة التي يمكن من خلال تطبيقها الارتقاء باقتصاد الأفراد أو الشركات، ويقوم الشمول المالي بتغطية وتلبية الاحتياجات المهمة في مناحي الحياة مثل المدخرات والمدفوعات والتي منها بطائق المدفوعات التي تتصف بالاستدامة والمسؤلية.

مميزات الشمول المالي

يوجد العديد من المميزات التي يتسم بها الشمول المالي والتي تعود بالنفع على كلا من الأفراد والشركات في مختلف أنحاء العالم، وفيما يلي سنذكر هذه المميزات:-

  • يعمل الشمول المالي على تسهيل وتبسيط الخدمات المالية التي يقوم بها العديد من الناس في الحياة بشكل يومي.
  • تكون الأولوية في الشمول المالي لكلا من يقوموا بسن القوانين المالية وجميع الهيئات المسئولة حول العالم.
  • يقوم الشمول المالي بمساعدة كلا من المؤسسات والأفراد من أجل الوصول إلى أهدافهم سواء القريبة أو البعيدة بطريقة سهلة.
  • قامت الوكالات الخاصة بالتنمية في كافة الدول أيا كانت خطتها الاقتصادية بالعمل على تطبيق الشمول المالي والعمل على الدمج بينه وبين التطور التكنولوجي له.
  • يعمل على تسهيل عملية الشراء الخاصة بالمنتجات والسلع، هذا بالإضافة إلى تسهيل عملية الاستثمار في الأسواق المالية والأسهم.
  • يعتبر الشمول المالي هو أولى خطوات عمل البنية التحتية المستدامة.
  • يعتبر واحد من أكثر طرق التعامل أمان سوءا كان للمؤسسات أو الشركات أو الأفراد والتي يتم تطبيقها بشكل فعلي في دول العالم كله بلا استثناء سواء كانت الدول متقدمة أو نامية.

تاريخ التكنولوجيا المالية

من الجدير بالذكر أن التكنولوجيا  المالية ليست وليدة اللحظة أو أحد اختراعات العلم الحديثة ولكنها موجودة منذ القدم، ولكن انتشرت بشكل واسع وكبير عندما اجتاح فيرس كورونا العالم كله، فهذا الوباء الذي أصاب العالم كله أصاب الموازين المالية بالخلل، وكانت لها الكثير من الأضرار الجسيمة، إلا أنه على الصعيد الآخر كان لها العديد من الفوائد والتي عملت على ترسيخ مفهوم الشمول المالي وانتشار تطبيقات التداول عبر الانترنت وبدأ ذلك منذ 2010 وذلك لأنه قامت ما يعادل 55 دولة على مستوى العالم بوعد البنوك أنهم سيبذلون قصاري جهدهم من أجل تطبيق الشمول المالي وتفعيله والزام جميع الشعب من المواطنين بتطبيقه في مختلف المؤسسات والشركات.

وبالفعل نجحت أكثر من ثلاثين دولة في تطبيق الشمول المالي والعمل على تفعيله، بالإضافة إلى أنهم سيقوموا باعادة تطبيق استيراتيجية وطنية لذلك، ومنذ ذلك الوقت بدأت التنمية المالية تتنشر بشكل كبير والتي تعتبر واحدة من أنجح طرق التعامل التي تعمل على تسهيل الحياة والمعاملات.

العوامل التي ساعدت على انتشار التكنولوجيا المالية

يوجد العديد من العناصر التي ساهمت في انتشار التكنولوجيا المالية، والتي ثبت أنها من أكثر التجارب التي انتشرت حول العالم، وذلك بسبب توافر عنصر الأمان فيها والذي يعمل على تقليل عملية الاحتيال والسرقة،  وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • من أهم العوامل التي ساعدت على انتشار التكنولوجيا المالية هو الهوية الرقمية والتي جعلت فتح الحسابات أسهل وأيسر بكثير من أي وقت من خلال الهاتف، أو من أي مكان حول العالم من خلال فتح أحد الحسابات، هذا بالإضافة إلى البدأ في الاستقبال والتحويل والعمل على التسهيلات المجانية دون وجود الحاجة إلى دفع أي مصروفات.
  • الرقمنة في المدفوعات جعلت التعاملات المالية والمدفوعات أسهل بكثير بين الكثير من الناس هذا بالإضافة إلى أنها لا تحتاج إلى أي وقت أو جهد، فهي تتم في وقت قياسي حيث أنها تتم في وقت قليل وقبل أن تتم من الثانية.
  • التكنولوجيا التي أصبحت الآن موجودة في الهواتف الذكية ساهمت في توفير مثل هذه الخدمات حتى في الأماكن التي لا يوجد بها تقدم تكنولوجي وهو الأمر الذي ساهم في انتشارها بشكل كبير.
  • الزيادة المتاحة في توفير البيانات حول كل عميل جعلت الأشخاص الذين يقوموا بتقديم تصميم منتجات ضمان وصول منتجاتهم ووصول حوائج الأفراد.

معيقات الشمول المالي

يوجد مجموعة من العقبات التي تعوق الشمول المالي وتسريعه ووصوله إلى مختلف البلدان، ولكن صرح العديد من خبراء الاقتصاد بأنه سيصل للجميع لا محالة، وفيما يلي سنذكر أهم هذه المعوقات:-

  • من أبرز المعوقات التي تعوق انتشار الشمول المالي الضمان الذي يعمل على تأكيد وتوسيع الخدمات المالية، وتوصيل هذه الخدمات إلى كلا من النساء والرجال.
  • زيادة المواطنين بشكل يفوق المتوقع وجعل القدرة المالية لا يمكن أن تنسى أبدا خاصة في السلع المالية.
  • السعي من أجل التأكد من أن كل فرد يوجد لديه الكثير من الأوراق خوفا من أن يتم كشف القدرة المالية الحقيقية له.
  • من أبرز عوائق انتشار الشمول المالي أيضا هو قلة الوعي في الكثير من الدول والتي تعتبر عائق كبير وحقيقي يعيق القدرة على تحقيق التطور والتنمية في مثل هذه البلدان، لذلك يجب على الدول نشر العلم والتوعية والشمول المالي بين المواطنين.

كيف تساعد التكنولوجيا المالية والشمول المالي في تسهيل الحياة

يعتبر الشمول المالي واحد من أقوى واحسن الأساليب البسيطة التي تعمل على تسهيل لجميع المواطنين في الدولة دون أن يتم التفرقة بين أي شخص سواء كان غني أو فقير، أو بين المواطن الذي يعيش في المدينة، وبين المواطن الذي يعيش في الريف، فهو يساعد في تحقيق الآتي ذكره:-

  • شراء كافة المنتجات دون أن يكون الشخص حامل لأي أموال، وهو الأمر الذي يوفر عنصر الأمان للمواطن على مدخراته بدلا من عمليات السرقة التي تحدث أثناء اتمام عمليات الشراء، حيث تتم عملية من خلال بطاقات الإئتمان.
  • يمكن الشمول المالي الفرد من امكانية التعامل المالي في أي وقت، ومن أي مكان حول العالم بكل سهولة وبساطة.
  • يمكن الوصول إلى الشمول المالي وتحقيق في أي مكان حول العالم حتى لو كان في منطقة نائية لم تتوصل إلى التكنولوجيا الحديثة، ويرجع السبب في ذلك في أنه يتم من خلال الهاتف الخلوي.

فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بمفهوم الشمول المالي، وذلك من خلال ذكر مفهومه، ومميزاته، وأهم المعوقات التي تحد من انتشاره حول العالم، وتاريخ التكنولوجيا المالية، بالإضافة إلى ذكر العوامل التي ساعدت على انتشار التكنولوجيا المالية، وأخيرا كيف ساعدت التكنولوجيا في انتشاره وتفعييله حول العالم.