قال تعالى:” قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ”، معنى الآية هو أن يكون القائد أبو أرباب الاسر أو الدعاء أمثلة يحتذى بها، كما جاء في الأية السابقة، كما وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان وما زال قدوة يحتذى بها إلى يومنا هذا وفي المستقبل وفي كل حين عند جميع المؤمنين، ويتم تحقق القدوة الحسنة من خلال السيرة الجيدة و الحسنة، حيث تعتبر دعوة حقيقية للإسلام لما فيها من قيم حسنة ودعوة إلى فعل الخيرات والطاعات .

أثر القدوة في التربية

لقد كان نبي الله محمد ( عليه الصلاة والسلام)، قدوة لجميع المسلمين كما جاء في كتاب الله عزوجل :” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”، فبفضل هذه الأخلاق والقيم التي كان يتصف بها عليه الصلاة والسلام جعل قومه يتحلى بالقيم وتعاليم الإسلام، ليس بالقول وإنما بالفعل الواقعي، فما كان من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إلا ان اتبعوه في أخلاقه ومعاملاته وصفاته، وكل ذلك من اجل المحافظة على تطبيق أفعاله وأقواله وحركاته؛ لأنه مثل اعلى يحتذى به عليه الصلاة والسلام .

أهمية القدوة في حياة المسلمين

1- الارتقاء بخلق المسلم واتباع السلوك الحسن الذي يتلاءم مع الفطرة السليمة والتي فطر عليها المسلمين .
2- الارتقاء والسمو بالأمة بشكل راقي وجيد، ويعود ذلك على تحلى أبناءها بالأخلاق والصفات الحسن والجيدة، لما فيه اتباع لمنهج الرسول عليه الصلاة والسلام .
3- التخلص من الأبناء الذين يحملون الصفات السيئة، عن طريق ردهم إلى الصواب واتباع الطريق الصحيح، لما في ذلك من تخلص المجتمع من المفسدين والمفسدات، مما يجعل نفوس أبناء المجتمع الواحد تشعر بالراحة والطمأنينة .

آيات  وأحاديث عن القدوة

يوجد في كتاب الله ما يدل على أهمية القدوة في حياتنا، ومن الذين يستحقون أن يتبعوا ويؤخذون على أنهم قدوة يحتذى بها، ومنها:
أولا القران الكريم :

1- قال تعالى:” أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ” .
2- قال تعالى:” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ” .
3- قال تعالى:” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” .
4- قال تعالى:” وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” .
5- قال تعالى:” وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” .

ثانيا الحديث الشريف من السيرة العطرة :

1- عن أنس بن مالك قال: جاء رجلٌ إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة).
2- عن البراء بن عازب قال: (كنا والله إذا احمر البأسُ نتقي به، وإن الشجاعَ منا للذي يحاذي به- يعني النبي – صلى الله عليه وسلم -).
3- عن مطرفٍ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي وفي صدره أزيزٌ كأزيز الرحى من البكاء – صلى الله عليه وسلم – ) .

 

والجدير بالذكر أنه لا يوجد زمن من الأزمان لأمة محمد يخلو منها الطوائف الصالحة العابدة لله سبحانه وتعالى ومتبعة رسوله الكريم، وتصلح لأن تكون قدوة حسنة للأشخاص المسلمين والغير مسلمين لو أنهم عرفوا معنى ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم :” لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك” .