التهذيب في الطريق والأماكن العامة، هي من الأخلاق الحميدة التي حثت عليها كافة الرسالات السماوية، والعادات والتقاليد من بعدها، ومن كان من أصحابها فقد نال المكانة والإحترام، فهو سلوك يُمكن تعلمه واكتسابه من قبل الأهالي والبيئة الشارعة، والمدارس والمؤسسات وغيرها.
إسلامنا الحنيف ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم هو من خير من دعى للتحلي بهذا الخلق، وكان له صلى الله عليه وسلم المواقف والأحاديث الكثيرة في نشر الفضائل والأخلاق الحميدة، لجميع جوانب الحياة، ومنها آداب الطريق، وهي ما نحتاج إليها في كل المجتمعات لتجعل الإنسان ملتزماً ومحترماً لسلوكه على الطريق، فهو ملك عام لكل الناس، وعنده تنتهي حريتك وتبدأ حرية الآخرين.
محتويات
عناصر موضوع تعبير عن آداب الطريق وحقوقه
- مقدمة الموضوع”تعبير عن آداب الطريق وحقوقه”.
- ما هو تعريف الطريق.
- ما حق الطريق وآدابه.
- ما هو دور الدولة ووسائل الإعلام في نشر الوعي بآداب الطريق.
- ما هي نتيجة الإلتزام بآداب الطريق.
- خاتمة الموضوع” تعبير عن آداب الطريق”.
مقدمة موضوع تعبير عن آداب الطريق وحقوقه
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه:” إياكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال صلى الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها. قالوا: وما حق الطريق؟ قال صلى الله عليه وسلم: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر”.
والمقصود من هذا الحديث هو نهي النبي الكريم عن الجلوس على الطريق، فالطري هي ملك للعامة وليس لشخص بعينه، لذلك على كل فردٍ أن يعتبر الطريق جزءاً من منزله، فيحافظ عليه ويحترم آدابه.
واحترام الطريق هو من القيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في مجتمعه، فكما لكل واحد منا ممتلكاته الخاصة، فإن الطريق هو ملك العامة في الدولة، والتي يجب أن يحترمها، حتى لا يقع أحد في أذى أي إنسان آخر.
ونحن في مجتمعاتنا العربية نُعاني الكثير من عدم احترام الطريق وآدابه، فالطرقات كثيراً ما تكون مملوءة بالقاذورات، وكثيراً ما نتعدى إشارات المرور.
تعريف الطريق
هي كل ممرات نسلكها، تشمل الحواري والشوارع والأزقة، بالإضافة للمرافق التي يستخدمها الناس في قضاء حوائجهم.
وللطرقات مجموعة من القواعد واللوائح التي واجبٌ على الجميع الإلتزام بها أثناء سيرهم فيها، ليعيش الإنسان في أمان وطمأنينة، ويكون حامياً لنفسه والآخرين من الأذى أو التعرض للحوادث.
ما هي آداب الطريق وحقوقه في الإسلام
الطريق هو الممرات العامة والمرافق والأزقة التي يستخدمها العامة، فهي ملك الجميع دون استثناء، لذلك لا يجوز لأحد الجلوس على الطرقات، أو عرقلة طريق السير، أو أن يُؤخر مصالحهم.
حقوق الطريق التي عددها الرسول في حديثه السابق، والتي كالتالي:
- غض البصر: فغض البصر هو أحد آداب الطريق التي حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها، فيجب على الجميع أن يلتزم بها، فالبصر هو من موجبات توريط القلب في الوقوع بالذنب وعذاب القلب، ولقد أمر الله عز وجل المؤمنين بغض أبصارهم.
حيث قال تعالى:” قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ”، وحث النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه على غض البصر :” قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لعليٍّ يا عليُّ لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّ لَك الأولى وليست لَك الآخِرةُ”.
- كف الأذى: ويتمثل هذا الخلق في كف الأذى عن أبدان الناس وأعراضهم، ومن صور كف الأذى:-
- إماطة الأذى عن الطريق، فأوصى النبي في أحاديثه على ضرورة إماطة الأذى عن الطريق.
- وعدم قضاء الحاجة في طريق الناس، أو حتى ظلالهم.
- والإلتزام بأنظمة المرور، والسير أو الوقوف.
- إفشاء السلام: فمن ضمن آداب الطريق وحقوقه إفشاء السلام، فيُعتبر السلام واجباً على كل مسلم، ففي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ . وفي روايةٍ : خمسٌ تجبُ للمسلمِ على أخيهِ : ردُّ السلامِ ، وتشميتُ العاطسِ ، وإجابةُ الدعوةِ ، وعيادةُ المريضِ ، واتِّباعُ الجنائزِ”.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ومن الأمور العظيمة في هذا الشأن هو أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، وهذا فيه سلامة الامة، وخير لها، ففيه نجاة المجتمع من الهلاك والدمار، والحفاظ على أمنه ونشر الفضيلة، وردع الرذيلة.
- سنة إعطاء حق الطريق للأولوية: لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم، لعدم إلحاق الأذى بالناس، من خلال جلوسهم في الطرقات، وقد نهى أصحابه عن الجلوس في الطريق أو الشوارع، ففيه الضرر على المارة بتضييق الطريق، ولكن هناك جلوس اضطراري فلا بأس منه، ومن أحاديث النبي في ذلك حيث يقول:” إياكم والجلوسَ في الطرقاتِ . فقالوا : ما لنا بدٌ ، إنما هي مجالسُنا نتحدثُ فيها . قال : فإذا أبيتم إلا المجالسَ ، فأعطوا الطريقَ حقَّها . قالوا : وما حقُّ الطريقِ ؟ قال : غضُّ البصرِ ، وكفُّ الأذى ، وردُّ السلامِ ، وأمرٌ بالمعروفِ ، ونهيٌ عن المنكرِ”.
ما هو دور الدولة ووسائل الإعلام في التوعية بحقوق الطريق
ففي أي دولة يجب عليها أن تقوم بتوعية مواطنيها بآداب الطريق وحقوقه، من خلال وسائل الإعلام فيها، ففيه حفاظ على سلامة المواطنين وأمنهم.
ولقد زادت الحوادث المرورية في الآونة الأخيرة، وهذا نتيجة السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الناس في الطريق، فيجب على الدولة توجيه الأفراد بتطبيق القواعد واللوائح المرورية، واحترامها.
والهدف دائماً من توعية الأفراد بأهمية احترام آداب الطريق وقواعده، هو التقليل من الحوادث المرورية، وبخاصة الأطفال لتجنيبهم الحوادث والنكسات المرورية.
فالدولة الواجب عليها نحو الطرق، أن تُسهل السير للناس، وتقوم برصف الطرق، وتُأمن الطرق بوجود رجال الشرطة المرورية، وزرع الأشجار في الشوارع لإعطاء الطابع الجمالي عليها.
ما هي نتيجة الإلتزام بآداب الطريق
يعمل الإلتزام بحق الطريق على خلق المودة، والألفة بين أبناء المجتمع، فيتعلم الناس ضبط النفس، وخفض الأصوات في الشوارع،وتخلق نوع من الإيجابية بين الناس، والتعاون المتبادل بينهم، وتعمل على خلق مجتمع متحضر متمدن.
خاتمة الموضوع
وفي الختام قد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على احترام الطريق، والإلتزام بآدابه، لما فيه من الأجر العظيم، ولما فيه من الألفة والمحبة والتعاون والإيجابية التي يُحققها، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”إماطة الأذى عن الطريق صدقة”.
لذا وجب علينا أن نحترم الطريق وآدابه، ونحقق بذلك المجتمع الكامل والمنظم والمتقدم ، نُحافظ بإلتزامنا بها كل معاني الإيجابية، والتعاون، والإخاء، ونخلق الجو المسلم الذي لا تشوبه شائبة، وترفع درجة الوعي بحقوق كل فردٍ في المجتمع.